كتاب: في ظلال القرآن (نسخة منقحة)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: في ظلال القرآن (نسخة منقحة)



وأضحك وأبكى. من الأمر الواحد صاحبه نفسه. يضحك اليوم من الأمر ثم تواجهه عاقبته غداً أو جرائره فإذا هو باك. يتمنى أن لم يكن فعل وأن لم يكن ضحك وكم من ضاحك في الدنيا باك في الآخرة حيث لا ينفع البكاء!
هذه الصور والظلال والمشاعر والأحوال.. وغيرها كثير تنبثق من خلال النص القصير، وتتراءى للحس والشعور. وتظل حشود منها تنبثق من خلاله كلما زاد رصيد النفس من التجارب؛ وكلما تجددت عوامل الضحك والبكاء في النفوس- وهذا هو الإعجاز في صورة من صوره الكثيرة في هذا القرآن.
{وأنه هو أمات وأحيا}..
وكذلك تنبثق من هذا النص صور لا عداد لها في الحس.
أمات وأحيا.. أنشأ الموت والحياة، كما قال في سورة أخرى: {الذي خلق الموت والحياة} وهما أمران معروفان كل المعرفة بوقوعهما المتكرر. ولكنهما خافيان كل الخفاء حين يحاول البشر أن يعرفوا طبيعتهما وسرهما الخافي على الأحياء.. فما الموت؟ وما الحياة؟ ما حقيقتهما حين يتجاوز الإنسان لفظهما وشكلهما الذي يراه؟ كيف دبت الحياة في الكائن الحي؟ ما هي؟ ومن أين جاءت؟ وكيف تلبست بهذا الكائن فكان؟ وكيف سارت في طريقها الذي سارت فيه بهذا الكائن أو بهذه الكائنات الأحياء؟ وما الموت؟ وكيف كان.. قبل دبيب الحياة. وبعد مفارقتها للأحياء؟ إنه السر الخافي وراء الستر المسبل، بيد الله!
أمات وأحيا.. وتنبثق ملايين الصور من الموت والحياة. في عوالم الأحياء كلها. في اللحظة الواحدة. في هذه اللحظة. كم ملايين الملايين من الأحياء ماتت. وكم ملايين الملايين بدأت رحلة الحياة. ودب فيها هذا السر من حيث لا تعلم ومن حيث لا يعلم أحد إلا الله! وكم من ميتات وقعت فإذا هي ذاتها بواعث حياة! وكم من هذه الصور يتراءى على مدار القرون، حين يستغرق الخيال في استعراض الماضي الطويل، الذي كان قبل أن يكون الإنسان كله على هذا الكوكب.
وندع ما يعلمه الله في غير هذا الكوكب من أنواع الموت والحياة التي لا تخطر على بال الإنسان!
إنها حشود من الصور وحشود، تطلقها هذه الكلمات القلائل، فتهز القلب البشري من أعماقه. فلا يتمالك نفسه ولا يتماسك تحت إيقاعاتها المنوعة الأصداء!
{وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى من نطفة إذا تُمنى}..
وهي الحقيقة الهائلة الواقعة المتكررة في كل لحظة. فينساها الإنسان لتكرارها أمام عينيه، وهي أعجب من كل عجيبة تبدعها شطحات الخيال!
نطفة تمنى.. تراق.. إفراز من إفرازات هذا الجسد الإنساني الكثيرة كالعرق والدمع والمخاط! فإذا هي بعد فترة مقدورة في تدبير الله.. إذا هي ماذا؟ إذا هي إنسان! وإذا هذا الإنسان ذكر وأنثى! كيف؟ كيف تمت هذه العجيبة التي لم تكن- لولا وقوعها- تخطر على الخيال؟ وأين كان هذا الإنسان المركب الشديد التركيب، المعقد الشديد التعقيد؟ أين كان كامناً في النقطة المراقة من تلك النطفة. بل في واحد من ملايين من أجزائها الكثيرة؟ أين كان كامناً بعظمه ولحمه وجلده، وعروقه وشعره وأظافره. وسماته وشياته وملامحه. وخلائقه وطباعه واستعداداته؟! أين كان في هذه الخلية الميكروسكوبية السابحة هي وملايين من أمثالها في النقطة الواحدة من تلك النطفة التي تمنى؟! وأين على وجه التخصيص كانت خصائص الذكر وخصائص الأنثى في تلك الخلية. تلك التي انبثقت وأعلنت عن نفسها في الجنين في نهاية المطاف؟!
وأي قلب بشري يقف أمام هذه الحقيقة الهائلة العجيبة. ثم يتمالك أو يتماسك. فضلاً على أن يجحد ويتبجح، ويقول: إنها وقعت هكذا والسلام! وسارت في طريقها هكذا والسلام! واهتدت إلى خطها المرسوم هكذا والسلام! أو يتعالم فيقول: إنها سارت هذه السيرة بحكم ما ركب فيها من استعداد لإعادة نوعها، شأنها شأن سائر الأحياء المزودة بهذا الاستعداد! فهذا التفسير يحتاج بدوره إلى تفسير. فمن ذا أودعها هذا الاستعداد؟ من ذا أودعها الرغبة الكامنة في حفظ نوعها بإعادته مرة أخرى؟ ومن ذا أودعها القدرة على إعادته وهي ضعيفة ضئيلة؟ ومن ذا رسم لها الطريق لتسير فيه على هدى، وتحقق هذه الرغبة الكامنة؟ ومن ذا أودع فيها خصائص نوعها لتعيدها؟ وما رغبتها هي وما مصلحتها في إعادة نوعها بهذه الخصائص؟ لولا أن هنالك إرادة مدبرة من ورائها تريد أمراً، وتقدر عليه، وترسم له الطريق؟!
ومن النشأة الأولى. وهي واقعة مكرورة لا ينكرها منكر، يتجه مباشرة إلى النشأة الأخرى.
{وأن عليه النشأة الأخرى}..
والنشأة الأخرى غيب. ولكن عليه من النشأة الأولى دليل. دليل على إمكان الوقوع.
فالذي خلق الزوجين الذكر والأنثى من نطفة إذا تمنى، قادر- ولا شك- على إعادة الخلق من عظام ورفات. فليست العظام والرفات بأهون من الماء المراق! ودليل على حكمة الوقوع. فهذا التدبير الخفي الذي يقود الخلية الحية الصغيرة في طريقها الطويل الشاق حتى تكون ذكراً أو أنثى. هذا التدبير لابد أن يكون مداه أبعد من رحلة الأرض التي يتم فيها شيء كامل؛ ولا يجد المحسن جزاء إحسانه كاملاً، ولا المسيء جزاء إساءته كاملاً كذلك. لأن في حساب هذا التدبير نشأة أخرى يبلغ فيها كل شيء تمامه. فدلالة النشأة الأولى على النشأة الأخرى مزدوجة. ومن هنا جاء ذكرها هكذا قبل النشأة الأخرى..
وفي النشأة الأولى. وفي النشأة الأخرى. يغني الله من يشاء من عباده ويُقنيه:
{وأنه هو أغنى وأقنى}..
أغنى من عباده من شاء في الدنيا بأنواع الغنى وهي شتى. غنى المال. وغنى الصحة. وغنى الذرية. وغنى النفس. وغنى الفكر. وغنى الصلة بالله والزاد الذي ليس مثله زاد.
وأغنى من عباده من شاء في الآخرة من غنى الآخرة!
وأقنى من شاء من عباده. من كل ما يقتنى في الدنيا كذلك وفي الآخرة!
والخلق فقراء ممحلون. لا يغتنون ولا يقتنون إلا من خزائن الله. فهو الذي أغنى. وهو الذي أقنى. وهي لمسة من واقع ما يعرفون وما تتعلق به أنظارهم وقلوبهم هنا وهناك. ليتطلعوا إلى المصدر الوحيد. ويتجهوا إلى الخزائن العامرة وحدها، وغيرها خواء!
{وأنه هو رب الشعرى}..
والشعري نجم أثقل من الشمس بعشرين مرة، ونوره خمسون ضعف نور الشمس. وهي أبعد من الشمس بمليون ضعف بعد الشمس عنا.
وقد كان هناك من يعبد هذا النجم. وكان هناك من يرصده كنجم ذي شأن. فتقرير أن الله هو رب الشعرى له مكانه في السورة التي تبدأ بالقسم بالنجم إذا هوى؛وتتحدث عن الرحلة إلى الملأ الأعلى؛ كما تستهدف تقرير عقيدة التوحيد، ونفي عقيدة الشرك الواهية المتهافتة.
وبهذا تنتهي تلك الجولة المديدة في الأنفس والآفاق، لتبدأ بعدها جولة في مصارع الغابرين، بعدما جاءتهم النذر فكذبوا بها كما يكذب المشركون. وهي جولة مع قدرة الله ومشيئته وآثارها في الأمم قبلهم واحدة واحدة.
{وأنه أهلك عاداً الأولى وثمود فمآ أبقى وقوم نوح من قبل إنهم كانوا هم أظلم وأطغى والمؤتفكة أهوى فغشاها ما غشى فبأي آلاء ربك تتمارى}
إنها جولة سريعة. تتألف من وقفة قصيرة على مصرع كل أمة، ولمسة عنيفة تخز الشعور وخزاً.
وعاد وثمود وقوم نوح يعرفهم قارئ القرآن في مواضع شتى! والمؤتفكة هي أمة لوط. ومن الإفك والبهتان والضلال.. وقد أهواها في الهاوية وخسف بها {فغشاها ما غشى}.. بهذا التجهيل والتضخيم والتهويل، الذي تتراءى من خلاله صور الدمار والخسف والتنكيل، الذي يشمل كل شيء ويغشاه فلا يبين!
{فبأي آلاء ربك تتمارى}.
فلقد كانت إذن تلك المصارع آلاء لله وأفضالاً. ألم يهلك الشر؟ ألم يقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق؟ ألم يترك فيها آيات لمن يتدبر ويعي؟ أليست هذه كلها آلاء. فبأي آلاء ربك تتمارى! الخطاب لكل أحد. ولكل قلب، ولكل من يتدبر صنع الله فيرى النعمة حتى في البلوى!
وعلى مصارع الغابرين المكذبين بالنذر- بعد استعراض مظاهر المشيئة وآثارها في الأنفس والآفاق- يلقي بالإيقاع الأخير قوياً عميقاً عنيفاً. كأنه صيحة الخطر قبيل الطامة الكبرى:
{هذا نذير من النذر الأولى أزفت الآزفة ليس لها من دون الله كاشفة}..
هذا الرسول الذي تتمارون في رسالته وفي نذارته. هذا نذير من النذر الأولى التي أعقبها ما أعقبها! وقد ازفت الآزفة. واقتربت كاسحة جارفة. وهي الطامة والقارعة التي جاء هذا النذير يحذركم إياها أو هو هول العذاب الذي لا يعلم إلا الله نوعه وموعده. ولا يملك إلا الله كشفه ودفعه: {ليس لها من دون الله كاشفة}..
وبينما الخطر الداهم قريب. والنذير الناصح يدعوكم إلى النجاة. إذا أنتم سادرون لاهون لا تقدرون الموقف ولا تفيقون.
{أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون وأنتم سامدون...}..
وهذا الحديث جد عظيم يلقي على كاهل الناس واجبات ضخمة وفي الوقت ذاته يقودهم إلى المنهج الكامل. فهم يعجبون؟ ومم يضحكون؟ وهذا الجد الصارم، وهذه التبعات الكبيرة، وما ينتظر الناس من حساب على حياتهم في الأرض.. كله يجعل البكاء أجدر بالموقف الجد، وما وراءه من الهول والكرب..
وهنا يرسلها صيحة مدوية، ويصرخ في آذانهم وقلوبهم، ويهتف بهم إلى ما ينبغي أن يتداركوا به أنفسهم، وهم على حافة الهاوية:
{فاسجدوا لله واعبدوا}.
وإنها لصيحة مزلزلة مذهلة في هذا السياق، وفي هذه الظلال، وبعد هذا التمهيد الطويل، الذي ترتعش له القلوب:
ومن ثم سجدوا. سجدوا وهم مشركون. وهم يمارون في الوحي والقرآن. وهم يجادلون في الله والرسول!
سجدوا تحت هذه المطارق الهائلة التي وقعت على قلوبهم والرسول صلى الله عليه وسلم يتلو هذه السورة عليهم. وفيهم المسلمون والمشركون. ويسجد فيسجد الجميع. مسلمين ومشركين. لا يملكون أن يقاوموا وقع هذا القرآن؛ ولا أن يتماسكوا لهذا السلطان.. ثم أفاقوا بعد فترة فإذا هم في ذهول من سجودهم كذهولهم وهم يسجدون!
بهذا تواترت الروايات. ثم افترقت في تعليل هذا الحادث الغريب. وما هو في الحقيقة بالغريب. فهو تأثير هذا القرآن العجيب ووقعه الهائل في القلوب!
هذا الحادث الذي تواترت به الروايات. حادث سجود المشركين مع المسلمين. كان يحتاج عندي إلى تعليل. قبل أن تقع لي تجربة شعورية خاصة عللته في نفسي، وأوضحت لي سببه الأصيل.
وكنت قد قرأت تلك الروايات المفتراة عما سمي بحديث الغرانيق، الذي أورده ابن سعد في طبقاته، وابن جرير الطبري في تاريخه.
وبعض المفسرين عند تفسيرهم لقوله تعالى: {ومآ أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم...} إلخ وهي الروايات التي قال فيها ابن كثير- جزاه الله خيراً- ولكنها من طرق كلها مرسلة. ولم أرها مسندة من وجه صحيح.
وأكثر هذه الروايات تفصيلاً وأقلها إغراقاً في الخرافة والافتراء على رسول الله صلى الله عليه وسلم رواية ابن أبي حاتم. قال: حدثنا موسى بن ابي موسى الكوفي، حدثنا محمد بن اسحاق الشيبي، حدثنا محمد بن فليح، عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب. قال: أنزلت سورة النجم، وكان المشركون يقولون: لو كان هذا الرجل يذكر آلهتنا بخير أقررناه وأصحابه؛ ولكنه لا يذكر من خالف دينه من اليهود والنصارى بمثل الذي يذكر آلهتنا من الشتم والشر. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اشتد عليه ما ناله وأصحابه من أذاهم وتكذيبهم، وأحزنه ضلالهم؛ فكان يتمنى هداهم. فلما أنزل الله سورة النجم قال: {أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى} ألقى الشيطان عندها كلمات حين ذكر الله الطواغيت فقال: وإنهن لهن الغرانيق العلى، وإن شفاعتهن لهي التي ترتجى.. وكان ذلك من سجع الشيطان وفتنته.. فوقعت هاتان الكلمتان في قلب كل مشرك بمكة. وزلت بها ألسنتهم. وتباشروا بها. وقالوا: إن محمداً قد رجع إلى دينه الأول ودين قومه.. فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر النجم سجد، وسجد كل من حضره من مسلم أو مشرك. غير أن الوليد بن المغيرة كان رجلاً كبيراً فرفع ملء كفه تراباً فسجد عليه. فعجب الفريقان كلاهما من جماعتهم في السجود لسجود رسول الله صلى الله عليه وسلم فأما المسلمون فعجبوا لسجود المشركين معهم على غير إيمان ولا يقين. ولم يكن المسلمون سمعوا الذي ألقى الشيطان في مسامع المشركين.. فاطمأنت أنفسهم- أي المشركون- لما ألقى الشيطان في أمنية رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدثهم به الشيطان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قرآها في السورة، فسجدوا لتعظيم آلهتهم. ففشت تلك الكلمة في الناس وأظهرها الشيطان حتى بلغت أرض الحبشة ومن بها من المسلمين: عثمان بن مظعون وأصحابه. وتحدثوا أن أهل مكة قد أسلموا كلهم، وصلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وبلغهم سجود الوليد بن المغيرة على التراب على كفه، وحدثوا أن المسلمين قد أمنوا بمكة، فأقبلوا سراعاً، وقد نسخ الله ما ألقى الشيطان، وأحكم الله آياته، وحفظه من الفرية.
وقال: {ومآ أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي...} إلخ فلما بين الله قضاءه وبرأه من سجع الشيطان، انقلب المشركون بضلالتهم وعداوتهم على المسلمين، واشتدوا عليهم.. انتهى.
وهناك روايات أخرى أجرأ على الافتراء تنسب قولة الغرانيق.. تلك.. إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعلل هذا برغبته- حاشاه صلى الله عليه وسلم- في مراضاة قريش ومهادنتها!!!
وقد رفضت منذ الوهلة الأولى تلك الروايات جميعاً.. فهي فضلاً عن مجافاتها لعصمة النبوة وحفظ الذكر من العبث والتحريف، فإن سياق السورة ذاته ينفيها نفياً قاطعاً. إذ أنه يتصدى لتوهين عقيدة المشركين في هذه الآلهة وأساطيرهم حولها. فلا مجال لإدخال هاتين العبارتين في سياق السورة بحال. حتى على قول من قال: إن الشيطان ألقى بهما في أسماع المشركين دون المسلمين. فهؤلاء المشركون كانوا عرباً يتذوقون لغتهم. وحين يسمعون هاتين العبارتين المقحمتين ويسمعون بعدهما: {ألكم الذكر وله الأنثى تلك إذاً قسمة ضيزى إن هي إلا أسمآء سميتموهآ أنتم وآبآؤكم مآ أنزل الله بها من سلطان...} إلخ. ويسمعون بعد ذلك {إن الذين لا يؤمنون بالآخرة ليسمون الملائكة تسمية الأنثى وما لهم به من علم إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئاً}.. ويسمعون قبله: {وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئاً إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشآء ويرضى}.. حين يسمعون هذا السياق كله فإنهم لا يسجدون مع الرسول صلى الله عليه وسلم لأن الكلام لا يستقيم. والثناء على آلهتهم وتقرير أن لها شفاعة ترتجى لا يستقيم. وهم لم يكونوا أغبياء كغباء الذين افتروا هذه الروايات، التي تلقفها منهم المستشرقون مغرضين أو جاهلين!